قتل الخميس 19-7-2007 ما لا يقل عن 29 شخصا في عمليتين انتحاريتين استهدفت إحداهما قافلة عمال صينيين الخميس في باكستان, ما غذى مخاوف متزايدة من انتشار الفوضى في هذا البلد.
وفتحت السلطات تحقيقا لمعرفة ما إذا كان الانفجاران وقعا في إطار سلسلة الهجمات التي تلت اقتحام القوات الباكستانية الأسبوع الماضي المسجد الأحمر في اسلام اباد حيث كان يتحصن متطرفون إسلاميون.
[url=][/url]
وفجر انتحاري نفسه الخميس لدى مرور قافلة عمال صينيين بمواكبة قوات أمن باكستانية في مدينة هب جنوب غرب البلاد, ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 24 باكستانيا على ما أفادت الشرطة.
وقبل ساعات من هذه العملية اقتحم مهاجم بسيارة مفخخة بوابة معهد لتجنيد الشرطة في مدينة هانغو في الولاية الحدودية الشمالية الغربية في حين كان طلاب في الشرطة يتدربون في ساحة المعهد ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة اشخاص بحسب الشرطة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية جواد شيما لوكالة فرانس برس إن "موجة الهجمات الانتحارية تهدف إلى إثارة الفوضى والبلبلة في البلاد", بدون أن يوضح ما إذا كانت العمليتان الأخيرتان على ارتباط باقتحام المسجد الأحمر.
وأعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف الأربعاء أن بلاده تخوض مواجهة مفتوحة مع المتطرفين الإسلاميين الذين شنوا في الأيام الخمسة الأخيرة مجموعة عمليات انتحارية واعتداءات في البلاد, متعهدا بمهاجمة مخابئ المتمردين الضالعين في أعمال العنف.
[url=]ضغوط على مشرف[/url]
وتجري أعمال العنف هذه في وقت يواجه مشرف ضغوطا متزايدة من واشنطن لحثه على شن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد المتطرفين الإسلاميين وتحديدا في المناطق القبلية حيث تؤكد أن حركة طالبان وتنظيم القاعدة أعادا تشكيل صفوفهما بدعم من المتطرفين الباكستانيين.
وقال قائد الشرطة في ولاية بلوشستان الغنية بالغاز طارق خوسا إن الاعتداء في هب كان موجها ضد قافلة كانت متوجهة إلى كراتشي كبرى مدن باكستان على مسافة حوالى 35 كلم، وكان داخل القافلة سبعة عمال مناجم صينيين يواكبهم عناصر من الشرطة ومن القوات شبه العسكرية.
وقال خوسا إن "الانتحاري الذي كان يقود سيارة مازدا فجر نفسه قرب القافلة وقتل 24 شخصا بينهم عدد من الشرطيين"، وسئل عما إذا كانت الشرطة تحقق في احتمال ارتباط العملية باقتحام المسجد الأحمر فأجاب "نعم, اننا نحقق في الهجوم من هذه الزاوية أيضا".
وتشهد بلوشستان منذ نحو ثلاث سنوات حركة انفصالية يقودها متمردون قبليون يطالبون بحكم ذاتي أكبر وبحصة أكبر من الموارد الطبيعية في ولايتهم, غير أنه لم يسبق أن نفذ المتمردون عمليات انتحارية.
وكانت الصين، مزود باكستان الأول بالأسلحة, طلبت من اسلام اباد قبل أسبوعين تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية مواطنيها اثر مقتل ثلاثة عمال صينيين برصاص ناشطين إسلاميين على ما يبدو في بيشاور بشمال غرب البلاد ردا على الهجوم على المسجد الأحمر.
[url=]أشلاء بشرية[/url]
أما عملية هانغو فكانت الأخيرة في سلسلة هجمات انتحارية استهدفت الشرطة والمنشآت الأمنية في الولاية الحدودية الشمالية الغربية والمناطق القبلية الباكستانية المحاذية لأفغانستان.
وقال قائد الشرطة المحلية ذو الفقار شيما إن الانتحاري استهدف مئات المجندين كانوا يتدربون في ساحة معهد لتجنيد الشرطة غير أنه لم ينجح في تخطي البوابة، وتابع: "وقع هجوم انتحاري. اندفعت سيارة من طراز سوزوكي حمراء نحو بوابة الدخول إلى معهد تجنيد الشرطة في هانغو ما أدى إلى مقتل شرطي واربعة مدنيين"، مشيرا إلى إصابة 22 بجروح بعضهم في حال حرجة.
وقال شهود إن أشلاء بشرية كانت متناثرة على الطريق خارج المعهد حول سيارة الانتحاري المتفحمة، فيما أفاد مسؤولون في المستشفى أنه تم نقل جثث خمسة قتلى هم طفل ورجل كان يكنس الشارع وشرطي وشخصان كانا في شاحنة ركاب صغيرة تجاوزها الانتحاري في سيارته قبل الانفجار بقليل.
وكانت حصيلة أعمال العنف التي تلت الهجوم على المسجد الأقصى ترتفع قبل وقوع العمليتين الانتحاريتين الأخيرتين إلى أكثر من 150 قتيلا. وأدى الهجوم على المسجد الأحمر والحصار الذي سبقه واستمر أسبوعا إلى مقتل مائة شخص معظمهم من الأصوليين.